الاثنين، 13 فبراير 2012

أيها الشاب...إثبت مكانك !

أيها الشاب .. المتهور ! الذى يتهمه الجميع بالغباء و التسرع و بعض الصفات الأخرى التى سنختصرها حرصا على سلامة أعصابك و نبدأ بالحديث فى موضوعنا مباشرة .. منذ قديم الأزل و على مر التاريخ كان للشباب دور مهم و لكن ! فى المواقف الصعبة فقط ! تلك المواقف التى تحتاج لتهور و مجازفة...تلك المواقف التى يجب على الشاب الذى يختار أن يخوضها أن يتحمل عواقب ما سيحدث .. أيا كان ! فيقف أمام هؤلاء الذين يتهمونه بما ذكرته من غباء و تهور و .. و .. الخ فى موقف غريب ! حيث يكون وحيدا أمام آلاف البشر .. و ربما ملايين ... و لست أتحدث عن موقف خيالى أو أسطورة سحرية و لكنى أتحدث عن سنة ربانية تمثلت لنا فى عدة مواقف عبر التاريخ فانظر لقصة إبراهيم النبى عليه السلام .. (وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدّيقًا نََّبِيًّا) ذلك الشاب الذى وقف أمام قومه متحديا إياهم بكل شجاعة و عزم و ذكاء عاطفى ! نعم لولا الذكاء العاطفى لانهار ابراهيم عليه السلام ... فمع صعوبة الموقف حيث أنه يقف أمام قوم بأسرهم كان هناك عقبة أشد صعوبة و إيلاما له ! فأقرب الناس إليه يقف ضده ... أبوه ! و هنا برز ذكاؤه العاطفى حيث استطاع أن يفصل بين حبه لأبيه و بين ما يواجه من لحظة حاسمة ... (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا) قالها و قلبه يعتصر حزنا على أبيه فكيف للمرء أن يواجه قوما بشئ يخالفه فيه أبوه و يغضب عليه بسببه ! و لكن الله يثبت عباده ما داموا على طريق الحق ... و استمر ابراهيم عليه السلام فى محاولاته لإقناع أبيه بقضيته قائلا (يَا أَبَتِ إِنّي قََدْ جَاءَنِي مِنَ العِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [43] يَا أَبَتِ لا تَعْبُد الشَيطَانَ إِنَّ الشَيْطَانَ كَانَ لِلرَحْمَنِ عَصِيًا [44] يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسََّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَيْطَانِ وَلِيًّا) و بعد كل هذه المحاولات,و بعد استنفاذ كل طرق الإقناع أجابه أبوه (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَََّكَ وَ اهْجُرْنِي مَلِيًّا) إجابة صادمة ! أبعد كل هذا الإقناع و التودد تكون هذه الإجابة ؟ إختبار صعب ... و لكن تكون إجابة الشاب الثابت على موقفه المؤمن بربه المتمسك بقضيته (قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) و يقف ابراهيم أمام قومه و يحطم أصنامهم ... و يرجعون إليها فيجدونها قد تحطمت (قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنْ الظَّالِمِينَ) و يبدأ البحث عمن فعل هذا بآلهتهم ! و من ثم يتهمونه (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) و لعلك تلاحظ وصفهم إياه بالفتى ! مشددين و مؤكدين على صغر سنه ... فهكذا يفعل كل ظالم ! يحاول الانتقاص دائما من قدر معارضيه ... و هل هناك أسهل من أن تستغل سنهم لتتهمهم بالتهور و نقص العقل ؟ ولا أعلم من هو صاحب هذه الفكرة...و لكنى أعلم أن الله ( يُؤْتِي الحِكْمَةَ ...مَن يَشَاءُ... وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) .. لذلك عندما وصفوه بالفتى رد الله عز و جل (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) و قال الله أيضا (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ .. رُشْدَهُ .. مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ) .. و نهاية أقول لك أيها (الفتى) امض فى طريقك و لا تلتفت لهم..كن إيجابيا مهما كنت صغيرا فى السن....فكم من صغير فى السن كان كبيرا فى المقام ! و لا تتوقف عن المجازفة...و إياك و مداهنة الظالمين مهما حدث ! ولا تبن آرائك السياسية على رأى شيخ أو عالم ! احرص فقط على أن تكون هذه الآراء (بما لا يخالف شرع الله).....
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا !

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم..
    سعدت بالتعرف على هذه المدونة.
    مع خالص أمنياتي ومحبتي..

    ردحذف
  2. اللهم بارك : ) استمر يا محمد ربنا يزيدك من علمه :)

    ردحذف